هذه الأرجوزة عنوانها العقود الحسان في
قواعد مذهب النعمان، وقد نظمها الحموي من القواعد التي ذكرها ابن نجيم في كتابه المشهور
الأشباه والنظائر، ومجموع القواعد 25 قاعدة فقهية وشرح الناظم أرجوزته بكتاب سماه فرائد
الدرر والمرجان في شرح عقود الحسان، وحُقِّق الشرح في رسالة جامعية بالجامعة الإسلامية
يقول من نظّم درَّ السِّلْكِ*****الحسني
أحمد بن مكي
أحق ما زِينَتْ به الطروس*****وشُرِّفَتْ
حقاً به النفوس
حمدُ إلهٍ شَرَّع الشرائعا*****وفضّل الدين
الحنيف البارعا
ثم الصلاة والسلام زُلَفا*****مدى الدوام
رفعة وشرفا
على نبي الله ذي المحامدِ*****وآله وصحبه
الأماجدِ
من شيّدوا لدينه قواعدا*****وأسَّسوا لمجده
محامدا
ما افتر ثغر الروضة الغناء*****وفاح عرف
الند والكِباء
وبعد فالمقصود من نظم الدررْ*****ضبط القواعد
التي حازت غررْ
في مذهب الإمام ذي العرفانِ*****إمامِنا
المعظمِ النعمانِ
وهْي التي بجمعها حقا عُني*****ابن نجيمَ
العالم الفرد السني
ضمن الكتاب العادم النظير*****المرتقي لذروة
التحرير
أعني به الأشباه والنظائرا*****الـمُـهْدِياتِ
من ضلالٍ حائرا
أحببتُ نظمَ دُرِّها لتَسْهُلا*****على
الذي يروم حفظاً عَجِلا
واللهُ ربي يحسنُ الختاما*****بمنِّه وجودِه
دواما
النوع
الأول من القواعد في القواعد الكلية، وهي:
(1) ليس الثواب للعباد يحصلُ*****إلا بنية كما
قد نقلوا
(2)كذلك الأمور بالمقاصدِ*****فأحسنِ الظنَّ
بكلِّ قاصدِ
(3)كذا اليقين لا يزول فاعرفِ*****إذا طرا
عليه شكٌّ فاقتفِ
(4)وتجلبُ المشقةُ التيسيرا*****(5)وضررٌ يُزال
كنْ خبيرا
(6)وعادةٌ قدْ حُكِّمتْ تحقيقا*****قدْ فاحَ
عَرْفُ مِسْكِها فَتيقا
النوع
الثاني من القواعد في قواعد كلية يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور الجزئية وهي تسع
عشرة:
(7)وليسَ الاجتهاد حقاًّ يُنقضُ*****بالاجتهاد
مِثلُهُ كما قَضُوا
(8)إنِ الحلال والحرام اجتمعا*****فالغالب
الحرام حتْماً فاسمعا
(9)ويُكره الإيثار حقا في القُرَبْ*****بما
به يكون إحراز الرُّتَبْ
(10)وتابعٌ يكون تابعاً فلا*****تبغِ عنِ الدينِ
القويمِ مَعْدِلا
(11)تَصرّفُ الإمامِ في الرعايا*****يُناطُ
بالصالح في القضايا
(12)وتُدْرَأُ الحدودُ بالشُّـبْـهاتِ*****في
كلٍّ ماضٍ يا أخي وآتي
(13)والحُـرُّ تحت اليَدِ ليسَ يدخلُ*****قاعدةٌ
شهـيرةٌ يـا رجــلُ
(14)إنْ يجتمعْ أمران والجنسُ اتحدْ*****وليسَ
في المقصودِ خُلْفٌ يُـعتقدْ
فغـالباً بيـنـهـما التداخلُ*****يكون حقاًّ
فاستمع يا فاضلُ
(15)كذلك الإعْمالُ للكلامِ*****أولى من الإهمال
في المقامِ
متى يكون ذاك حقاًّ ممكنا*****إذا انتفى
الإمكانُ أَهْـمِلْ عَلَنا
(16)كذلك الخَراجُ بالضمانِ*****قاعـدةٌ شــهـيرةُ
المـعاني
(17)إنِ السؤالُ تابِـعُ الجوابِ*****مَـعْـهُ
مُعادٌ يـا أولي الألبابِ
(18)لساكتٍ لا يُنسب الـمَـقولُ*****سوى الذي
صَحّتْ به النُّـقولُ
(19)والفرضُ حتْماً فاضِلٌ للنفلِ*****سوى مسائلٍ
أَتَـتْ في النَّـقلِ
(20)وكلُّ شَيْءٍ أَخْذُهُ قدْ حُرِّما*****فمثلُهُ
إعطاؤه فلتعلما
(21)مستعجلٌ بالشيء قبل وقتهِ*****عوقب بالحرمان
ثم مَـقْـتهِ
(22)ولايةٌ لها خصوصٌ أقْـوى*****من التي عمّتْ،
هُدِيتَ التَّـقْوى
(23)والظنُّ إنْ يظهرْ بهِ نوعُ خطا*****فألغِهِ
فما له حقا خطا
(24)وذكرُ بعضِ عادمِ التَجَزِّي*****كذكر كله
بلا تحرزِ
(25)مباشر وذو تَسَبُّبٍ معا*****أضفْ لمن باشر
حكماً وسعى
والحمد لله الذي هداني*****لنظم نثر درِّ
ذي المباني
وأفضل الصلاة والسلام*****على نبي الله
في الختام
وآله وصحبه ذوي الهممْ*****ما افتر ثَـغْرُ
الصبح عنْ لَـمَى الظلم